CHAHIB NOREDDINE
  على نفسهاجنت براقش
 
يقولون إن براقش كانت كلبة . و لكن كيف جنت على نفسها ؟ و ما قصتها؟ تقول كتب الأمثال : إن براقش كانت كلبة لقوم في بلاد المغرب العربي . و كانت تقوم بحراسة المنازل و الحقل خير قيام... كانت تصيح و تنبح و تطارد المارة من الغرباء... و تكاد تفترس اللصوص و الأشقياء . لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منها أو المرور في طريقها ! و كان صاحبها قد علمها أن تسمع و تطيع أوامره .إن أشار إليها بالسبابة سمحت لضيوفه و معارفه . و إن أشار إليها بالوسطى انطلقت كالصاروخ فلا تعود إلا و الفريسة بين يديها ممزقة الأشلاء . أطفال الحي يحبونها ... و هي تحبهم و تحرسهم. تخرج معهم و تلاطفهم ... تسبقهم تارة و تتأخر عنهم تارة . تستكشف الطريق , و تشم رائحة العدو من بعيد ... و كأنها جهاز إنذار أو طائرة استكشاف . و أحيانا تتوسطهم و هم يلتفون حولها فتقوم بعرض ألوان من الألعاب البهلوانية , و الحركات اللطيفة , فيضحكون و يمرحون و يعودون من رحلتهم سعداء مسرورين . فإذا ما أقبل الليل ناموا و هم آمنون , لأن براقش تحميهم و تسهر طول الليل تحرسهم ! و في ليلة ظلماء ... هجم الأعداء على بيوت أصحابها و منازلهم . فصاحت براقش و نبحت نباحا متواصلا .. فاستيقظ قومها و فروا إلى مغارة بالجبل القريب من قريتهم .. و جرت براقش معهم ... و بحث الأعداء عنهم فلم يجدوهم .. فأرادوا العودة من حيث أتوا و اطمأن أصحبها , و أيقنوا أ،هم قد أمنوا شر الأعداء بفضل براقش لكن براقش راحت تنبح .. فأشار إليها أصحابها بالسكوت لكنها لم تفهم الإشارة و راحت تنبح نباحا متواصلا , و عاد الأعداء و عرفوا مكانهم و قضوا عليهم . و كانت براقش هدفا لضربة قاتلة مزقتها شر ممزق , ز كانت سببا في القضاء على قومها . لقد كانت كمن يضئ الأنوار في وقت الغارة ... و هكذا على نفسها جنت براقش .
 
   
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement